{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} الله سبحانه وتعالى قدم درساً أن الله قد نصر دينه ونبيه في أحرج وأخطر الظروف والمراحل، مرحلة كانت حرجة وكانت خطرة، ومرحلة كان بإمكان الأعداء لو كانت الأمور بعيدة عن الله أو عن نصره وتأييده أن يوجهوا ضربة كبيرة للدين. الله سبحانه وتعالى في المراحل الصعبة والظروف الحرجة يتدخل، يتدخل فيحفظ دينه، ويحفظ مقومات لبناء دينه ولإعلاء كلمته.
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} هذا مثال مهم، وهذه واقعة في مرحلة خطيرة جداً كانت تمثل خطورة كبيرة على شخصية النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) بكل ما يمثله من أهمية لتبليغ رسالة الله وإقامة دين الله، وفي مرحلة مهمة من تاريخ الإسلام، مرحلة مهمة لم يقم بعد لم تقم أعمدة الدين في الواقع ولم يصبح للإسلام حضوره المسيطر والقوي والمتماسك في الواقع، كانت الحالة التي المسلمون عليها حالة ضعف، حالة عجز، وحالة قهر، وهناك سيطرة وتغلب في الواقع الميداني للأعداء.
اقراء المزيد